التاريخ : 2017-10-02
الحسين إربد: نتائج مناقضة لحجم الطموح والآمال والتعاقدات
يرى الشارع الكروي بمختلف ميوله النادوية، أن النتائج التي حققها فريق الحسين إربد في الموسم الكروي حتى الآن غير مرضية على الإطلاق، بالنظر لحجم الطموح والتعاقدات والآمال المعلقة على هذا الفريق القوي والعنيد، والذي كان يطمح للدخول في أجواء المنافسة على لقبي الدوري والدرع، أو دخول مربع الكبار على أقل تقدير، إلا أن الأمور سارت بعكس ما يشتهي عشاق الفريق، الذي ودع بطولة الدرع من دورها الأول، وهو الآن وبعد اربع جولات يحتل المركز الاخير على سلم ترتيب دوري المحترفين، علما بأن الموقع الحالي قد يكون موقعا مؤقتا، وهو مرشح للتغيير للأفضل إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها من قبل إدارة النادي والجهاز الفني.
وإذا ما كان فريق العقبة الصاعد حديثا هو الظاهرة الرائعة للدوري حتى الآن، فإن أكبر مفاجآت الموسم مثلها بامتياز فريق الحسين الذي خرج من الباب الضيق لبطولة الدرع ويقبع في مركز متأخر على سلم ترتيب الدوري برصيد نقطه واحدة عقب نهاية الجولة الرابعة، وهو مركز غريب على فريق يضم في صفوفه نخبه جيدة من النجوم صاحبة الخبرة.
فريق الحسين الذي راهن عليه الكثيرون بأن يكون "الحصان الأسود" هذا الموسم، قدم أداء ضعيفا ونتائج مخيبة، ما يؤشر على أن إدارة النادي ستعيد حساباتها قبل فوات الأوان، وتبدأ بمساءلة الذات بخصوص هذا الوجه الكئيب والحزين للفريق الذي ظهر مفككا ومهزوما من الداخل وبات بحاجة إلى عملية جراحة تجميلية، لإزالة ما علق به من شوائب الجولات الماضية.
وظهر واضحا أن نجوم الحسين، وبعكس ما كان متوقعا، فقدوا رونقهم وانقطعت كما يتحدث البعض أوتار الجماعية، فعزفت الفرقة نشازا بعدما كانت "اوركسترا" تصدر ألحانا جميلة.
غياب الثبات والتركيز الدفاعي والفاعلية الهجومية
هذا العنوان يلخص مسيرة وعلة الحسين إربد حتى الآن، فتشكيلة الفريق شهدت تغييرات عديدة في كل مباراة وفي بعض المراكز المهمة، خاصة في خط الوسط وعلى الأطراف، فخط الوسط الذي يعد مرتكز أداء الفريق لم يستقر على شكل نهائي بعد ولم يظهر بالمستوى الفاعل والحيوي المتوقع، فأثر ذلك على الانسجام وثبات الفريق الذي ما يزال مفقودا.
ولعل بعض هذه التغييرات فرضت على الجهاز الفني بداعي عدم جاهزية بعض اللاعبين أحيانا أو الغيابات الاضطرارية بداعي الإيقاف والإصابة في أحيان أخرى، ووضعت الكثير من علامات الاستفهام على مستوى الخط الخلفي وحراسة المرمى قبل عودة الحارس مصطفى ابومسامح الذي تألق في المباريات التي لعبها مع الفريق حتى الآن.
ولغرابة الموقف والإحصائيات، يلاحظ أن الحسين سجل في مبارياته الاربع الماضية في الدوري 4 أهداف، وهذه نسبة ضعيفة جدا مقارنة بالأسماء والإمكانيات الموجودة مقابل 11 هدفا طرقت شباكه، ووفق تلك المعطيات بات فريق الحسين يعيش حالة من الضياع وسط معاناة كبيرة، وهو أمر غير متوقع لفريق رشحه النقاد ليكون ضلعا بارزا في مربع التنافس على ألقاب الكرة الأردنية هذا الموسم، بما يضمه من نجوم تمتلك الموهبة والخبرة وقد لا نجدها ببعض فرق المقدمة، إضافة الى قيام إدارته بإجراءات رفعت درجة التدابير إلى مستويات احترافية وأعلنت عن تخصيص مبالغ كبيرة لتجهيز الفريق وتعزيز صفوفه بعدد كبير من اللاعبين المحليين والأجانب.
الحسين إربد بات بحاجة لوقفة تأمل وإعادة نظر في العديد من الأمور التي يجب وضعها في نصابها الحقيقي قبل فوات الأوان، ولعل المباريات المقبلة للفريق قد تشكل مفتاح الأمل لعودة الحسين إلى واجهة الأحداث من جديد.
وقد تمنح فترة التوقف الاضطراري للدوري الفرصة لإدارة النادي وللجهاز الفني بقيادة المدرب منيب الغرايبة المزيد من الهدوء في البحث عن الإصلاح وتعيد للفريق نفوذه وتنهي حالة الاهتزاز في كيانه، وهناك تفاؤل من الجماهير بأن يعود الفريق لعروضه القوية ونتائجه الإيجابية، لكن الأمر يحتاج لتعب وتركيز أكثر في المرحلة المقبلة لأنه لا مجال لأي أخطاء أو إهدار مزيد من النقاط.
عدد المشاهدات : [ 2541 ]